الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) - البقرة
َآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) - الروم
الآيات واضحة الربا ككلمة تعني زيادة والنمو وحددت الآيات ( الزكاة التي تريدون بها وجه الله ) فمن يفعل ذلك هم حقيقة الذين يضاعفون أجرهم عند الله
أما الربا ( ككسب ) فلا يطلق على الربح ( ربا) فليس هناك ما يسمى ربا حلال .. أنما قال الله تعالى كلمة واحدة واحل الله( البيع ) فإنما هو ( ربح ) وكسب حلال
لتوضيح الفرق بين الربا والبيع . يجب أن تعلم الفرق بينهما
عملية البيع تعني انتقال ملكية السلعة من شخص لشخص آخر .. اما دفع المقابل فليس شرطا لاتمام عملية البيع .. فقد يتفع الطرفان على ان يتم الدفع على دفعات ( بيع بالتقسيط) او مرة واحدة بعد فترة محددة يرتضيها الطرفان فيصبح ( بيع آجل )
كما يمكن أن يتفق على وعد بالبيع ( مثلا لمحصول معين ) ويتم قبض الثمن أو جزء منه ( وهنا عملية البيع تمت بدون انتقال السلعة للبائع ) فيسمى وعد بالبيع لكن يشترط لذلك أن تكون السلعة المباعة ملك للبائع وإلا أصبح بيع مالا تملك وهو ضمن حالات الربا
هذا مفهوم عملية البيع .. اما الربا فيدخل فيه أن تبيع مالا تملك وهذا ما يحدث في اسواق المال وهو ما سبب تلك الأزمة العالمية الطاحنة .. فاليهود ادخلوا ( مشتقات الأموال ) مثل الرهونات والسندات وأصبحت المضاربة تتم من خلال بيع الورق بالورق ..
فمثلا البترول زاد في فترة معينة بدون وجود طلب حقيقي على البترول .. فقط من خلال المضاربة في البورصة .. وهذا كلة حدث بسبب امكانية أن يبيع الشخص مالا يملك ..
ثم انتشرت أوراق اخرى تسمى call option أو put option وكلاهما وعد بالشراء او بالبيع وفي كلا الحالتان يمكنك بيع مالا تملك وهو نوع من الربا
ثم انتشر البيع بالهامش والكريدت وتم رشوة بعض الناس والتلاعب في البورصات بزيادة أثمان العقارات والبترول والمعادن ثم السلع الغذائية حتى حدثت تضخمات متتالية إلى أن حدث الانفجار .. وأصبحنا في أزمة عالمية لم تحل حتى الىن ومن نتائجها
ارتفاع البطالة وارتفاع الفقر وزيادة ثروات بعض الناس على حساب البعض الىخر فأصبح العالم يأن بالمجاعة والفقر في حين أن هناك آخرين امتلأت جيوبهم عن طريق الربا .. ثم ماذا ؟ انهيارات في شركات التأمين والبنوك وانكشافهم بعد انخفاض قيم الأصور المرهونة وبالتالي تورط كل شركات التأمين والبنوك بل والدول
ورأينا الثورات في البلاد العربية وسوف نراها في الأوروبية قريبا حيث هناك دول أفلست مثل اليونان ومرشحة للافلاس مثل البرتغال واسبانيا بل وفرنسا وبريطانيا فضلا عن دول اوروبا الشرقية
هذا كلة نتيجة تفشي الربا ... وقد أراد الله أن يرينا آياته .. حيث كان يقول البعض قبل أن يرينا الله هذا الانهيار كنتيجة للربا .. وما المشكلة أن يقوم شخص باقراض آخر ثم يرد له المبلغ أكبر قليلا .. في النهاية هي علاقة بين طرفين وما سوف يضر المجتمع في ذلك .. وهو شيء محدود لا يحدث بشكل كبير .. ولماذا ذكر القرآن كل تلك العقوبة على آكل الربا ؟
ومع تفشي أشكال الربا في المجتمعات ولأول مرة على مستوى العالم بهذا الشكل .. راينا وعلمنا نتيجة تفشيه .. وسوف يظل العالم يعاني ( حتى يتخلى عن الربا ) وإلا فهي حرب ولكن حرب خاسرة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279) - البقرة